دعم الموسوعة:
Menu

 

نور الهدى (*)

باحَ لي بدرُ الدُجى ناطقا

قد بدا نورُ الهدى فالقا

ليلةُ التشريقِ قدْ أنجبَتْ

شَمْسَ فَجْرٍ ناغَمَتْ بارقا

نصف شهر القدر قد اعتلى

بين أرجاء الملا خافِقا

سبطُ طاها فانبرى ساجِدا

مُذْ تجلّى نَجْمُهُ فاتِقا

أوّلُ الأسباطِ سادَ الورى

في سماتِ المرتضى سامِقا

فَرْحَةُ الزهرا تجلَّتْ نَهَا

راً بهيجاً قد زَهَا رائقا

حُبُّهُ فَرْضٌ يجازى به

مَنْ بَرى يومَ اللِّقا لاحِقا

لا تكنْ مِمَّنْ تَوَانى فِدًى

للزكيِّ المُجْتَبَى حاذِقا (1)

مَكْرُماتٌ فيه قدْ مَثَّلَتْ

لمْ تَجِدْ في مثلها سابقا (2)

إذْ تخلّى عَنْ حقوق الولا

موثراً حَقْنَ الدِّمَا شائقا (3)

ذاك إيثارٌ وثانٍ لدى

دَفْنِهِ أوصى به واثقا

لا تلمْني يا أخي في وَلا

ئي إماماً قد قضى عاشقا

سَمَّموا نجل الرضا غَدْرَةً

ما لهم غير اللظى غاسقا

هدّموا رمْسَاً لَهُ يا لَهُمْ

منْ طُغاةٍ إزْدَرَوا صادقا

حيدرٌ خصْمٌ لهمْ حاكمٌ

لمْ أجدْ مَنْ مثلهم مارِقا

 

.................................................

(*) قال الشاعر في مناسبة إنشائه هذه القصيدة: (في منتصف ليلة الثلاثاء 30 من شعبان سنة 1426هـ قد آلمتني الكلية اليسرى ألماً شديداً لا يُطاق وذلك في الساعة 12.15 مما اضطر زوجتي إلى الاتصـال بالطبيب، وبعد أخذٍ وردٍّ حول العلامات، وافقوني على أن الألم من الكلية، وأن الموضوع هو اقتلاع الحصاة منها، كما شرحت لهم، إلا أنهم أرادوا أن يتأكدوا من ذلك، ففرضوا عليّ الحضور إلى المستشفى، فذهبت اليهم، وكان تشخيصي في محلّه، عندها أعطوني قرصين للتهدئة وأربعة أخرى جلبتها إلى البيت لأتناولها كل أربع ساعات، وبما أن الألم لم يتوقف بعد أكثر من ثلاث ساعات حيث أخذت الدواء المسكِّن في الساعة الثالثة والنصف صباحاً، التجأت إلى الباري عزوجل ألحُّ عليه بالشفاء بحق الرسول وآله الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام، وأخذت شيئا من تربة الإمام الحسين (عليه السلام)، ثم خطر على بالي أن أنذر شيئا لأحدهم، وبما أن مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) كان أقرب المناسبات، فنذرت له إن شُفيت من حصاة الكلية أنظم بحقّه قصيدة بمناسبة ميلاده المبارك، وبعد هنيئة خفَّ الألم، بحيث تمكنت من الرقاد بأقل من ساعة، وبعدها ولّى الألم تماماً، إلا أنني كنت أشعر بشيء منه بعد مرور ثلاثين ساعة إلى أن حلّت عليّ ليلة الثلاثاء السابع من شهر رمضان المبارك 1426 هـ، ولم أعد أشعر بشيء أبداً، فقلت في نفسي قد شُفيتُ، ولابد من الوفاء بالنذر، وبالفعل ذهبت إلى المركز الحسيني للدراسات، وفي الطريق بدأت أنظم، ولما كان فجر يوم الخميس التاسع من رمضان ذهبت بعد الصلاة إلى الفراش وإلى أن غلب عليّ النوم أكملت القصيدة، فأصبحتْ خمسة عشر بيتاً، ونمت حوالى الساعة، فاستيقظت بسبب حصر البول، فذهبت إلى الحمّام كالعادة، إلا أنني فوجئت أن البول توقف لثانية واحدة تقريباً، ثم جرى البول، وسمعت دويّ حصاة تقرع على بلورة المرحاض بعدها شعرتُ أنَّ شيئا خرج مع البول، فلاحظتُ فإذا بحصاة ملساء إلا في نقطة واحدة، وهي بحجم عدسة كبيرة سوداء اللون قاتمة، فقلت سبحان الله عندما نذرت توقّف الألم، وعندما انتهيت من نذري خرجت الحصاة كدليل على الانتهاء مما ألمَّ بي، وكل ذلك بفضل الله وفضل الرسول وآله(ص))، فكانت هذه القصيدة، وهي من مجزوء المديد «فاعلن مستفعلن فاعلن».

(1) توانى: تأخر، وتخلف، وأبطأ.

(2) كناية عن الحسن (عليه السلام) بما عُرف عنه من المكرمات واللطائف والعرفان، لم ير مثلها في غيره.

(3) إشارة إلى تنازله عن الخلافة وإيثار مصلحة الأمة على المصلحة الفردية.