دائرة المعارف الحسينية

نشرت صحيفة الوطن الكويتية مقالاً عن "دائرة المعارف الحسينية" بقلم عباس دشتي، جاء فيه:

كانت فاجعة كربلاء مفترق طريق بين الحق و الباطل و النور و الظلم و بين ترسيخ الإيمان و التمرّد عليه. لذا شارك العديد من المؤلفين و الأدباء و الكتّـاب بسرد هذه الفاجعة في كتبهم بشتى الأساليب، فهناك الموالي لأهل البيت، و الأخوة من أهل السنّة و المسيحيين و الكفار و عبدة النار .. و غيرهم، لأنهم أدركوا و لا يزال الكثير يدرك حقيقة الإمام الحسين (عليه السلام)، مكانته، و مواقـفه و نهضته. أدرك هؤلاء مناقب ريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)، أدركوا عظمة العمل الذي قام به و الإنجاز الكبير على طريق استـشهاده و أهل بيته من الكبار و الصغار و سبي النساء و حرق الخيام. إنهم أدركوا المآسي و معاناة أهل البيت و هم ينتقلون من مكان لآخر، بل و إنهم أدركوا بطولة و شجاعة و بسالة و جهاد أهل البيت (عليهم السلام) بعد استـشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) عندما كانت الحوراء زينب ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) تقوم بدور عظيم.

 وعليه اجتهد هؤلاء من أجل إبقاء هذه الملحمة و النهضة الحسينية باقية إلى الأبد كما هي الآن، فقام البعض بتأليف مجلدات حول الإمام الحسين (عليه السلام) بل وصل الأمر إلى تأليف موسوعة بهذا الشأن كالذي قام به الشيخ محمد صادق الكرباسي الأشتري النخعي بتأليف "دائرة المعارف الحسينية" التي تتكون من 500 مجلد، و يمكن أن تصل إلى 700 مجلد، و ترجمت بعض أجزائها إلى أكثر من لغة، كما وضعت على شبكة الانترنيت.

 فقد أوضح الشيخ الكرباسي مكانة الإمام الحسين (عليه السلام) من مولده و مكانته في القرآن و السنّة في 16 جزءً، إضافة إلى نسب الإمام الحسين (عليه السلام) في جزأين، و السيرة الحسينية في عشرة أجزاء.

 و تطرق المؤلف إلى موضوع الحسين و التشريع ، ثم مسند الإمام و المعاجم التي رويت عنه و بعض المعجزات و الكرامات ، ثم العمل السياسي لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام) و وثائق النهضة الحسينية، ثم الإمام و البيت الأموي.

كذلك معجم رواة الملحمة الحسينية، و معجم أنصار الحسين من الهاشميين و غيرهم، و أنصار الحسين من النساء، و قتلة الحسين.

 كما فـنّد الشبهات و الردود التي جاءت مخالفة لحقيقة فاجعة كربلاء بالأدلة و البراهين ، حيث استطاع المؤلف انتقاءها من كتب التاريخ و الحديث و السير ، من كبار و أعاظم الرواة و العلماء.

 و تعتبر " دائرة المعارف الحسينية " مرجعاً في التشريع و العقيدة و التاريخ و السياسة و الاجتماع ، حيث استطاع المؤلف تعريف نسب و نسل الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يمتد إلى أبي البشر آدم (عليه السلام) وصولاً إلى الإمام المهدي ، و ذكر مناقب الإمام الحسين (عليه السلام) و لا عجب في ذلك ، فجده رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و أبوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) و أمه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) … و إن هذه المناقب مكملة لما ورد على لسان جده المصطفى (عليه أفضل الصلاة و السلام) بأن الحسين سيد شباب أهل الجنة و ريحانة الرسول و مصباح الهدى.

والإمام الحسين (عليه السلام) من العترة الطاهرة و السلالة النبوية الشريفة . و أوجز المؤلف معنى ملحمة كربلاء بأنه لولاها لفقد الإمام بريقه و تضعضعت مكانته و ضعفت قوته .

عامة ، الإمام الحسين (عليه السلام) لا يمكن للإنسان مهما أوتي من معرفة و ثـقافة و قدرة أن يحتوي مكانته و عظمة مناقب الإمام المنتمي لأهل البيت (عليهم السلام) المكملين للرسالة السماوية و الكتاب الإلهي، و أنهم استمرار لهذه الحياة و قوة للإسلام.